التخطي إلى المحتوى الرئيسي

واقع معيش

                                                   
             حرت بداية في ما سأكتب ،وماالمحتوى؟لمن ،وماالمبتغى؟لكن مايحز في نفسي ومايغلغل بوجداني من غيرة وغليان شعور تجاه واقعي المعيش ،جعلني اخط بضعة اسطر متواضعة لعلها توقظ نفوسا باتت تتلاعب بلحظات الحياة و لا تجعل للامبالاتها تلك حدودا.
ببلاد العالم الاسلامي السعيد ،،وبمجتمعي المغربي خاصة ،،أحداث ووقائع وافكار غريبة  تتسلل لأذناي  وتقع عليها عيناي بين كل فينة وأخرى ،،تجعلني شاردة الذهن غير قادرة على النقاش مع مروجيها ،،خاصة وأن من تناقشهم وتتحدث اليهم شباب في مقتبل اعمارهم وجب ان يحملوا هموم واقعهم، ودينهم ،و غيرة على  وطنهم ،والاجيال الاخرى من بعدهم .بيد ان حقيقة الوضع تعكس غير ذلك اذ تلتقط لنا صورة  خالية من الهموم و القضايا  وغيرها من طرف غالبية التلاميذ و الشباب ,,بل تجاوز الامر ذلك حيث بدأت تغزوه افكار و قضايا فكرية ومجتمعية خارج السياق.

                                     فكما يقال لا يقاس غنى المجتمع بكمّ ما يملك من أشياء، بل بقدر مافيه من أفكار

فهالة الانعزال والهروب من الواقع والمسؤولية هي أول مالاحظت خلال فترة تأملي وقرائتي حول قضايا المجتمع ,,,فالأمر من هذا أن حالة الهروب المتحدث عنها تتعدى الوضع لا بكونه يقتصر على بعد نفسي فقط ,وانما كذلك على عصف ذهني وعقلي من خلال العيش داخل عوالم افتراضية و تقمص شخصياتها. فاليوم اصبحت تعد الشخصية الافتراضية أخطر ما اظهره العالم الرقمي لما ينتج عنها من أمراض نفسية وشخصية وإجتماعية على العالم، و انفصام واللا اعتراف بالهوية . اذ أصبح الإنسان لا يعرف من هو بالضبط، ثم البعد عن الواقع، وضياع وتشتت الأهداف والمسؤوليات، اضف الى ذلك فقدان الرؤية الواضحة للمستقبل.والقضية الأخرى الأساس تتجلى في كون العرب أكثر الأجناس تقليدا ،،لذا فالأمر وصل الى حد الانعزال و التبعية الغربية بل و التقليد الاعمى .فللتوضيح فقط فليس كل ما أتى به الغرب غير مقبول لأنه فقط من نتاج الغرب وليس كل ما عندهم مقبول لأنه فقط ات من الغرب ،علاوة على ذلك وظنا منا نحن العرب أننا سنصنع حضارتنا باستيراد تقاليدهم و فكرهم و تبعيتهم في طرق هتكهم لأعراض الدين الاسلامي والخروج على نطاقه الأخلاقي والقيمي ،فالحضارة يا سادة لا يمكن استيرادها من بلد الى اخر كما المنتجات و المصنوعات،فالحضارة في كيانها ابداع وليس تقليدا وتبعية كما يظن الكثير.
 و من بين اكثر الأشياء التي تحز في نفسي تلك العلاقات الحميمية بين ثنائي جنسين لا يجمعهما سوى اهداف لاشباع شهوات نفس تائهة ،،
  وكما لا يخفى على أحد منكم أن مرحلة المراهقة أو بالأحرى مرحلة الفتوة كما أحبذ أن أطلق عليها ،هي مرحلة فاصلة حساسة تتميز بطغيان الأحاسيس و العواطف الجياشة والمشاعر الروحية،ومن سمات هذه المرحلة نزوع (الجنسين) لخلق ارتباطات وتشكيل صداقات لها ميزاتها وخصائصها ،بيد أن لها تأثيرات بمستويات متباينة والتي قد تستمر مدى الحياة،ومن البديهي ان التأسيس العاطفي الخاطئ يؤدي الى انكسار عاطفي مؤلم ،فيكون مؤسسه من المراهق و المراهقة عرضة لحالات من الاحباط الشديد و الانكسار النفسي المزمن عند تصدع العلاقات ،،وكل هذا راجع الى هشاشة تكوين هؤلاء الشباب وتربيتهم التربية القويمة المتشبتة بأصول الدين و المعاملة ،،و على ضرورة تكسير هذا الكبت الفكري من خلال تثقيف و اشباع العقل عن طريق مصاحبة الكتاب وحب المطالعة ،واأسفاه فأنا أتناسى أننا أمة اقرأ التي لا تقرأ و اذا ماهي طالعت لا تستوعب و اذا ما استوعبت لا تعمل على ترجمة ذلك حقيقة على أرض الواقع .
وأختم بقولة أحد الأمراء «القراءة هي مفتاح المعرفة.. والمعرفة هي مفتاح النهضة الحضارية، وتعزيز الانفتاح المعرفي والثقافي يبدأ من الطفولة، وغرس حب القراءة في نفوس الصغار هو غرس لأسس التقدم والتفوق لبلداننا»«أول كتاب يمسكه الطلاب يكتب أول سطر في مستقبلهم.. لأن القراءة تفتح العقول، وتوسع المدارك، وتزيد الفضول، وترسخ قيم الانفتاح والاعتدال، وتسهم في التفوق العلمي والحضاري».

تعليقات

  1. احسنت وأبدعت . لا فض فوك بل لا فضت الانامل التي خطت هذه الكلمات .

    ردحذف

إرسال تعليق